تطور المشتريات: من التوفير إلى الاستراتيجية
لطالما نُظر إلى إدارة المشتريات على أنها قسم للتحكم في التكاليف يركّز على التوفير، والامتثال، وإدارة الموردين. لكن هذا التعريف يتغير بسرعة.
ففي المؤسسات الحديثة، أصبحت المشتريات تلعب دورًا استراتيجيًا، يدفع نحو المرونة المالية، والحد من المخاطر، بل وحتى تحقيق النمو. وباتت تجذب اهتمام المديرين الماليين (CFOs).
لم تعد الشركات الرائدة تطلب من فرق المشتريات “أن تنفق أقل”، بل تطلب منها أن “تنفق بذكاء” من خلال مواءمة التوريد والتمويل والاستراتيجية ضمن رؤية موحدة ومتكاملة.
العلاقة بين الرئيس المالي التنفيذي (CFO) ورئيس المشتريات التنفيذي (CPO)
تقليديًا، كان الرئيس المالي التنفيذي يدير الأموال، بينما يدير رئيس المشتريات التنفيذي الإنفاق. أما اليوم، فبدأت الخطوط بينهما تتلاشى.
أصبحت بيانات المشتريات تؤثر على:
- توقعات التدفقات النقدية (معرفة متى سيُسجَّل الإنفاق في الحسابات)
- تحسين رأس المال العامل (مواءمة شروط الدفع مع أهداف السيولة)
- مخاطر الموردين واستمرارية التوريد (حماية تدفق الإيرادات)
والنتيجة هي نوع جديد من التعاون حيث تصبح المشتريات شريكًا تحليليًا للرئيس المالي التنفيذي، وليست مجرد وظيفة تشغيلية.
المشتريات كمحرّك للنمو
عندما تكون المشتريات استراتيجية، فإنها تساهم بما هو أكثر من مجرد التوفير في التكاليف. إنها تفتح مصادر جديدة للنمو:
- توسيع الهوامش: يؤدي التوريد الذكي والمنافسة بين الموردين إلى زيادة الأرباح دون الحاجة إلى إيرادات إضافية.
- الوصول إلى الابتكار: التعاون مع الموردين يمكن أن يقود إلى تحسين المنتجات وتسريع الوصول إلى السوق.
- الكفاءة المالية: الإنفاق المتوقع يساعد فرق المالية على تخطيط الاستثمارات بدقة أكبر.
- الاستدامة والسمعة: تحقيق أهداف المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) والمحتوى المحلي يجذب الشركاء والمستثمرين.
لم تعد المشتريات تقتصر على تحسين الإنفاق بل أصبحت تشكّل مستقبل الشركة المالي.
تحدي البيانات
رغم هذا الإمكان، لا تزال معظم المؤسسات تواجه صعوبة في مواءمة المشتريات مع المالية بسبب تشتت البيانات.
ومن أبرز التحديات:
- أنظمة المشتريات غير المدمجة مع أنظمة ERP.
- ضعف رؤية أداء الموردين والإنفاق ضمن الإدارات الفردية فقط.
- غياب مؤشرات موحدة تربط قرارات التوريد بالنتائج المالية.
وبغياب طبقة بيانات مشتركة، تعمل الفرق بعشوائية مما يبطئ اتخاذ القرار ويخفي فرص الكفاءة التي قد تُقدّر بملايين الريالات.
المشتريات الاستراتيجية في الممارسة
هكذا يبدو نهج المشتريات الاستراتيجية عندما يُنفَّذ بالشكل الصحيح:
| الجانب | المشتريات التقليدية | المشتريات الاستراتيجية |
| التركيز | خفض التكاليف | خلق القيمة |
| التقارير | مؤشرات تشغيلية | مؤشرات تأثير على الأعمال |
| التعاون | المشتريات مقابل المالية | المشتريات مع المالية |
| التقنية | أدوات منفصلة | منصة متكاملة من المصدر إلى الدفع |
| النتيجة | كفاءة | النمو والمرونة |
عندما يشترك قسم المشتريات وقسم المالية في نفس المنصة والرؤية، يتحولان من ردّ الفعل على التغيّرات السوقية إلى التنبؤ بها والاستعداد لها.
كيف تمكّن بيني سوفتوير المشتريات الاستراتيجية
تمكّن بيني سوفتوير المؤسسات من توحيد عمليات التوريد والإنفاق والتحليلات بين المشتريات والمالية — لتحقيق مواءمة استراتيجية حقيقية.
من خلال بيني، يمكن للرئيس المالي التنفيذي (CFO) والرئيس التنفيذي للمشتريات (CPO):
الحصول على رؤية شاملة للإنفاق وفرص التوفير على مستوى الشركة.
ربط سير عمل المشتريات بالتقارير المالية.
تتبّع أداء الموردين والمخاطر والامتثال في الوقت الفعلي.
تحويل بيانات المشتريات إلى رؤى مالية قابلة للتنفيذ.
منصة بيني المتكاملة من المصدر إلى الدفع (Source-to-Pay) تساعد فرق القيادة على قياس عائد المشتريات ليس فقط من حيث التوفير، بل من حيث النمو والسرعة والمرونة.
لماذا هذا مهم للمستقبل
في العقد القادم، الشركات التي تنظر إلى المشتريات كمحرّك للنمو — وليس كوظيفة خلفية — ستتفوق على منافسيها. سيجلس رئيس المشتريات التنفيذي (CPO) إلى جانب الرئيس المالي التنفيذي (CFO) كمستشار استراتيجي، مدعومًا ببيانات حية وتحليلات تنبؤية.
مستقبل الأداء المالي لا يكمن فقط في أنظمة المحاسبة، بل في ذكاء المشتريات.
الخلاصة
كانت المشتريات تسأل في الماضي: “كيف نوفر أكثر؟” أما اليوم، فتسأل: “كيف نخلق قيمة أكبر؟”
وعندما تتحدث المالية والمشتريات بلغة واحدة لغة البيانات يكتسب العمل محركًا جديدًا للنمو المستدام.
احجز عرضًا توضيحيًا مع بيني سوفتوير واكتشف كيف يمكن للمشتريات الاستراتيجية أن تدفع شركتك نحو مرحلة جديدة من النمو.
