المشتريات تتغير بهدوء. بالنسبة للمؤسسات المتوسطة والكبيرة، لم تعد تُعتبر عبئًا إداريًا، بل أصبحت محركًا استراتيجيًا للربحية والمرونة وإدارة المخاطر. ومع ذلك، لا تزال العديد من الشركات متأخرة عن هذه الحقيقة. فالمشتريات لا تزال تُفهم بشكل خاطئ، وغالبًا ما تكون قليلة الموارد، وتعتمد على أدوات وأساليب قديمة.
في هذا المقال، أشارك رؤيتي حول ٧ حقائق رئيسية مستندة إلى تحديات حقيقية يواجهها قادة المشتريات والمديرون الماليون والتنفيذيون في العمليات. هذه الرؤى ستساعدك على فهم أهمية المشتريات أكثر من أي وقت مضى في عالم سريع التغير، وما الذي ينبغي عليك فعله الآن.
١. من المحتمل أنك تخسر ٥–١٠٪ من إنفاقك بسبب عدم الكفاءة – دون أن تدرك ذلك
معظم الشركات تستهين بالتكاليف الخفية في عمليات المشتريات لديها.
الإنفاق العشوائي، وعدم الالتزام بالعقود التفاوضية، وتكرار الموردين، والأخطاء اليدوية كلها تستنزف الهوامش دون أن تكون مرئية. هذه الخسائر لا تكون درامية بالضرورة، لكنها تتراكم بهدوء وتؤدي إلى خسائر كبيرة.
الاعتماد على الإيميلات وجداول الإكسل والأنظمة المحاسبية غير المصممة للمشتريات يجعل من الصعب تتبع هذه الفجوات ومعالجتها.
٢. المشتريات قد تكون أقوى أداة لزيادة الربحية – إذا تعاملت معها بشكل استراتيجي
المشتريات تؤثر بشكل مباشر على الأرباح التشغيلية (EBITDA).
كل ريال توفره يُترجم إلى ربح صافي مباشر. الشركات التي تتعامل مع المشتريات بشكل استراتيجي وتدمجها في قراراتها المالية والإدارية تحقق تحسينات أداء كبيرة وقابلة للقياس.
تلك الفرق تستخدم مؤشرات أداء واضحة، وتقارن نتائجها بمعايير السوق، وتشرح قيمة المشتريات بلغة تجارية يفهمها المديرون الماليون والإدارة العليا.
٣. "نستخدم نظام الـ ERP" تعني غالبًا "ما عندنا نظام مشتريات فعلي"
الاعتماد على نظام الـ ERP فقط في إدارة المشتريات يؤدي إلى استمرار الهدر.
أنظمة ERP ممتازة في تتبع الحسابات والمخزون، لكنها ضعيفة جدًا في احتياجات المشتريات مثل إدارة الموردين، وتتبع التوريد، وضمان الالتزام. وغالبًا ما تكون معقدة، وصعبة الاستخدام، ولا تلقى تفاعلًا من الموظفين.
أما أنظمة المشتريات الحديثة، فهي مصممة لتتكامل مع الـ ERP وليس لاستبداله، مما يجعلها أكثر سهولة واعتمادًا وفعالية.
٤. سرعة التوريد أصبحت ميزة تنافسية
السرعة أصبحت عاملًا حاسمًا في نجاح المشتريات.
الشركات التي تنفذ عمليات التوريد بسرعة تحافظ على مرونة تشغيلية، وتُرضي الفرق الداخلية، وتعزز علاقاتها مع الموردين. أما بطء التوريد فيؤدي إلى تأخيرات في المشاريع، وتوتر داخلي، وتدهور العلاقات مع الشركاء.
من خلال الأتمتة والنماذج الجاهزة وسير العمل الذكي، يمكن تقليص مدة التوريد من شهور إلى أيام.
٥. بيانات المشتريات موجودة – لكنك لا تستفيد منها
كل عملية شراء تولّد بيانات مهمة.
لكن الكثير من المؤسسات لا تستفيد منها. التحليلات الفورية لعمليات التوريد، أداء الموردين، وتتبع الإنفاق تتيح قرارات أسرع وأكثر دقة.
أما الشركات التي ما زالت تعتمد على تجميع التقارير يدويًا من مصادر متفرقة، فإنها تفوّت فرص التوفير والتفاوض وتحسين أداء الموردين.
٦. فريق المشتريات لديك مرهق من الأعمال الروتينية
Automation is an efficiency lever.
Procurement teams are often consumed by low-value administrative tasks: tracking approvals, reconciling invoices, and manually updating data. This work is tedious, reduces team morale, and significantly diminishes capacity for strategic activities like cost reduction, supplier optimization, and risk management.
هذا العمل المتكرر يقلل من الحافز ويُهدر طاقة يمكن استخدامها في الأنشطة الاستراتيجية مثل خفض التكاليف وتحسين الموردين وإدارة المخاطر. الأتمتة ترفع العبء وتعيد للفريق دوره القيادي.
٧. إذا لم تقم برقمنة المشتريات، فأنت تتأخر
السوق تغيّر.
الرقمنة لم تعد خيارًا بل ضرورة. الشركات الرائدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في اختيار الموردين، وتستخدم أدوات رقمية لتسريع التوريد وتتبع الالتزام والربط مع الأنظمة المالية.
الشركات التي لا تزال تعتمد على العمليات اليدوية تواجه ضعفًا في التنافسية، وتكون عرضة لمواطن الهدر، ومخاطر عدم الامتثال، وارتفاع التكاليف التشغيلية.
تحديث أنظمة المشتريات لم يعد خيارًا حكيمًا فحسب، بل ضرورة أساسية للنجاح في بيئة الأعمال اليوم.
ختامًا
في عصر الكفاءة والعمل بأقل الموارد، تعتبر المشتريات أداة محورية لنجاح الشركات. الشركات التي تتبنى الرقمنة، وتربط المشتريات بالاستراتيجية، وتطبّق معايير تشغيل صارمة، ستقود قطاعها.
السبع رؤى المذكورة أعلاه تكشف عن أهم التحديات، وتبرز الفرص الهائلة المتاحة من خلال اعتماد مشتريات ذكية وحديثة.
تابعنا لاحقًا حيث سنتناول كل نقطة بتفصيل، مع أمثلة عملية، وأطر عمل قابلة للتطبيق، تساعد قادة المشتريات على تطوير دورهم، وحماية منظماتهم، وتحقيق نمو قابل للقياس.
